داء الحصبة (بوحمرون): كل ما تحتاج معرفته عن المرض الشديد العدوى

مقدمة: لماذا يجب أن نقلق بشأن الحصبة؟
الحصبة ليست مجرد طفح جلدي بسيط، بل هي مرض فيروسي شديد العدوى قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى الأطفال غير المثحصّنين. مع عودة ظهور الحصبة في بعض الدول بسبب انخفاض معدلات التطعيم، من الضروري معرفة أعراض المرض، طرق انتشاره، وكيفية الوقاية منه لحماية أنفسنا وأحبائنا.

ما هو داء الحصبة؟
مرض بوحمرون هو الاسم الشائع لمرض الحصبة في بعض الدول العربية. وهو مرض فيروسي شديد العدوى يسببه فيروس الحصبة (MeV) وينتقل عن طريق الرذاذ المتطاير من عُطاس أو سُعال الشخص المصاب. يتميز بأعراض مثل الحمى المرتفعة، السعال، الطفح الجلدي الأحمر ،الذي ينتشر في جميع أنحاء الجسم أحيانا، والتهاب العينين. قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ، خاصة لدى الأطفال غير المُحصنين. أفضل وسيلة للوقاية منه هي التطعيم بلقاح الحصبة (MMR)، الذي يساهم في الحماية الجماعية والحد من انتشار المرض.

كيف تحدث العدوى؟
ينتقل فيروس الحصبة بسهولة من شخص لآخر عبر:
- رذاذ التنفس: عند سعال أو عطس الشخص المصاب.
- ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس ثم لمس الفم أو الأنف.
- البقاء في مكان مغلق مع شخص مصاب، حيث يبقى الفيروس نشطًا في الهواء لمدة تصل إلى ساعتين بعد خروج الشخص المصاب.

أعراض الحصبة: كيف تميز الإصابة؟
تظهر أعراض الحصبة عادة بعد **10 إلى 14 يومًا** من التعرض للفيروس، وتشمل:
1. الحمى المرتفعة (قد تصل إلى 40 درجة مئوية).
2. السعال الجاف.
3. سيلان الأنف والتهاب الحلق.
4. التهاب الملتحمة (احمرار العينين).
5. بقع كوبليك: بقع بيضاء صغيرة داخل الفم، وتعتبر علامة مميزة للحصبة.
6. ظهور الطفح الجلدي بعد بضعة أيام، يبدأ من الوجه ثم ينتشر إلى باقي الجسم.

المضاعفات الخطيرة للحصبة
يمكن أن يؤدي مرض الحصبة إلى مضاعفات خطيرة، خاصة عند الأطفال دون سن الخامسة أو البالغين غير المحصنين، ومن أخطر هذه المضاعفات:
- الالتهاب الرئوي، وهو السبب الرئيسي لوفيات الحصبة.
- التهاب الدماغ، مما قد يسبب تلفًا دائمًا في الدماغ.
- التهاب الأذن الوسطى، وقد يؤدي إلى فقدان السمع.
- الإسهال والجفاف الشديد.

الفئات الأكثر عرضة للخطر
هناك بعض الفئات التي تكون أكثر عرضة لمضاعفات الحصبة، مثل:
- الأطفال الرضع الذين لم يحصلوا بعد على التطعيم.
- النساء الحوامل، حيث يمكن أن تسبب الحصبة مضاعفات مثل الولادة المبكرة.
الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة، مثل مرضى نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) أو السرطان.

التطعيم ضد الحصبة: الحل الأمثل للوقاية
يُعتبر لقاح الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف (MMR) من أكثر اللقاحات أمانًا وفعالية. يحصل الأطفال عادةً على جرعتين:
- الجرعة الأولى بين عمر 9 و 12 شهرًا.
- الجرعة الثانية بين 15 و 18 شهرًا.
يساعد التطعيم على تحقيق مناعة "القطيع"، مما يحد من انتشار المرض ويحمي الفئات الأكثر ضعفًا.

الحصبة والمناعة الطبيعية: هل يمكن الإصابة مرة أخرى؟
بعد الإصابة بالحصبة، يطور الجسم مناعة دائمة ضد الفيروس. لكن هذا لا يعني الاستغناء عن التطعيم، لأن اللقاح يقي من المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث مع الإصابة الفعلية.

كيف نحد من انتشار الحصبة؟
لمنع تفشي المرض، من المهم اتخاذ التدابير التالية:
- التطعيم الشامل لجميع الأطفال والبالغين غير المحصنين.
- عزل الشخص المصاب لمدة لا تقل عن 4 أيام بعد ظهور الطفح الجلدي.
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.
- تجنب لمس الوجه بعد ملامسة الأسطح الملوثة.
- تعقيم الأسطح في الأماكن المغلقة.

هل هناك علاج لداء الحصبة؟
لا يوجد علاج مباشر للفيروس، ولكن يمكن تخفيف الأعراض عبر:
- شرب الكثير من السوائل لتجنب الجفاف.
- تناول فيتامين A، حيث يساعد في تقليل خطر المضاعفات.
- الراحة التامة في غرفة مظلمة لتخفيف حساسية العين.
- استخدام خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول لتخفيف الحمى.

الحصبة في العالم: هل عادت لتشكل تهديدًا؟
على الرغم من نجاح برامج التطعيم، إلا أن تراجع معدلات التطعيم في بعض الدول أدى إلى عودة تفشي المرض. في بعض المناطق، ارتفعت الحالات بنسبة 50% خلال السنوات الأخيرة، مما دفع المنظمات الصحية إلى التحذير من خطورة الإهمال في التطعيم.

خاتمة: كيف نحمي الأجيال القادمة من الحصبة؟
الحصبة ليست مجرد طفح جلدي بسيط، بل مرض خطير يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. الحل الأكثر فاعلية هو التطعيم الجماعي، إلى جانب اتباع تدابير الوقاية الشخصية. بمواصلة جهود التوعية والتطعيم، يمكننا حماية أنفسنا وأحبائنا من هذا المرض القاتل، ومنع انتشاره للأجيال القادمة.